Cedar Centre For Legal Studies
الخلفية
تتعلق هذه القضية بشقيقين قاصرين، يبلغان من العمر 15 و16 عاماً، كانا يعملان إلى جانب والدهما وشقيقهما الأكبر في مزرعة لتربية المواشي في منطقة شكا شمال لبنان، يملكها أحد عناصر القوى الأمنية اللبنانية. وقد اتسمت علاقة العمل بخلاف مالي حول أجور غير مدفوعة.
في إحدى الأمسيات، وبينما كان الفتيان وصديق سوري لهما عائدين من موعد حلاقة شعر بعد أن استدعاهما أحد زملائهما في المزرعة، تعرّضوا لكمين من قِبل صاحب المزرعة (وهو عنصر في القوى الأمنية) وعدد من عناصر الأمن الآخرين. وقد وُجِّهت إليهم تهمة ذبح ماعز وأكلها، فتعرض الفتيان للضرب المبرح والتعذيب في المكان نفسه قبل أن يُنقلا إلى سجن الهري في شكا.
تسلسل الأحداث والادعاءات
بعد توقيف القاصرين والاعتداء عليهم، حاول والداهم حل المسألة عبر التوجه إلى مخفر شكا، إلا أن الضابط المسؤول رفض الدخول في أي حوار، بحسب ما أفادت العائلة. لاحقًا، أفادت العائلة أن محققًا عسكريًا عرض إغلاق الملف مقابل رشوة قدرها 5000 دولار، وهو ما رفضته الأسرة.
وكان أحد زملائهما في المزرعة قد سجّل الاعتداء سراً وشارك التسجيل مع العائلة. وعلى الرغم من أن الضابط وعد بإلغاء محضر الاستجواب إذا تم حذف الفيديو، فإنه مضى في اتخاذ الإجراءات القانونية، ويُزعم أنه أجبر الفتيان على توقيع اعترافات كاذبة تحت التهديد بمزيد من التعذيب. وبسبب خوفهم على سلامتهم، لم يتقدم الضحايا بشكوى أو يطلبوا رعاية طبية. وبعد أيام، تم توقيف الوالدين تعسفياً من دون أي مبرر قانوني، ولم يُفرج عنهما إلا بعد تدخل قانوني. وبحسب الرواية، واصل الضابط أعمال الانتقام من خلال تهديد مالك المنزل الذي تسكنه العائلة ومحاولة دفعه لطردهم.
الإجراءات القانونية
في 25 حزيران 2025، تقدم المحامي محمد صبلوح، رئيس برنامج الدعم القانوني في مركز سيدار للدراسات القانونية، بشكوى جزائية باسم العائلة أمام النيابة العامة في محكمة استئناف شمال لبنان.
وشملت الخطوات القانونية اللاحقة:
عقب نشر الأستاذ صبلوح مقطع فيديو يوثق تعذيب القاصرين وتواصله المباشر مع وزير الداخلية، تم توقيف الضابط المتهم لمدة ست ساعات فقط قبل الإفراج عنه.
وفي ما يتعلق بشكوى التعذيب التي تقدم بها الأستاذ صبلوح، فقد انتهى التحقيق وأُعدّ تقرير رسمي، ومن المتوقع إحالة الملف إلى مكتب المدعي العام في طرابلس لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
ورغم أن القاصرين في حالة جسدية مستقرة حالياً، إلا أنهما ما زالا يعانيان من صدمات نفسية حادة، تفاقمت بفعل التهديدات المستمرة التي تطالهما وتطال أسرتهما.
المطالب الواردة في الشكوى
تدعو الشكوى إلى:
الانتهاكات الموثقة
تعكس هذه القضية انتهاكات جسيمة للقانون اللبناني والالتزامات الدولية لحقوق الإنسان التي التزمت بها الدولة اللبنانية:
الخلاصة
تعكس هذه القضية نمطا متجذرا من الانتهاكات، وتؤكد على الحاجة الملحّة إلى المساءلة المؤسسية، وإجراء تحقيقات مستقلة، ووضع آليات فعّالة لحماية الضحايا.