Cedar Centre For Legal Studies
11 كانون الثاني 2025
المقدمة
في 6 أيلول 2024، الساعة 8:30 مساءً، غادر عبد الحميد خطيب، وهو سوري مقيم في لبنان، مطار بيروت بنيّة السفر بطريقة غير نظامية إلى إيطاليا عبر ليبيا. بدأت رحلته برحلة جوية إلى مطار القاهرة، حيث كانت لديه فترة ترانزيت استمرت 12 ساعة، ثم وصل إلى مطار معيتيقة في ليبيا في 7 أيلول 2024.
بعد وصوله إلى بنغازي، أقام في فندق ليلة واحدة. وفي المساء التالي، استقل سيارة أجرة إلى طرابلس الغرب، ووصل إلى المدينة في 8 أيلول 2024. ثم نقله أبو خالد (محمد خميس الخضر) مع 45 شخصًا آخرين إلى مزرعة وسكن. عند وصوله، فوجئ خطيب بالتجمع الكبير للأشخاص الذين يستعدون لرحلة مماثلة. كان من المقرر أن تسافر المجموعة إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية على متن قارب مصنوع من الألياف الزجاجية. لكن المحركات المقدمة كانت دون المستوى، ولم يُمنح للمجموعة سوى هاتف واحد للتواصل.
وكان المركب يحمل 26 راكبا، بمن فيهم طاقم العمل، ومن بين الركاب 4 سيدات وطفلين وامرأة ومعها طفل، والبقية شباب، وكان سائق المركب سودانيا، ويساعده أحد أفراد الطاقم المصري.
الجدول الزمني للقضية:
في مساء 1 تشرين الأول 2024، في طرابلس، سبحت المجموعة للوصول إلى القارب، كما أبلغت العائلة.
في صباح 4 تشرين الأول 2024، تلقت عائلات الركاب رسائل نصية تزعم أن المجموعة وصلت بأمان إلى مالطا. ومع ذلك، لم يتمكنوا من التحقق من صحة هذه المعلومات أو الاتصال بالركاب مرة أخرى. وبسبب قلقهم بشأن مصيرهم، تواصلت العائلات مع SOS Mediterranean وخفر السواحل الليبي والإيطالي والمالطي. ورغم جهودهم، لم ترد أي تقارير عن غرق أو جثث تم انتشالها بعد مرور شهر.
في 11 تشرين الأول 2024، ادعى أحد المعتقلين في سجن تاجوراء بليبيا أنه تعرف على عبد الحميد خطيب، مشيرًا إلى أن شعره ولحيته كانا أطول. ومنذ ذلك الحين، لم تحصل عائلة خطيب، إلى جانب عائلات الركاب الآخرين، على أي معلومات عن مكان وجودهم.
في 22 تشرين الأول 2024، تواصلت العائلات مع الصليب الأحمر في سوريا طلبًا للمساعدة، لكن لم يتم احراز أي تقدم.
في 9 كانون الثاني 2025، قدم مركز سيدار للدراسات القانونية (CCLS) نداءً عاجلاً إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري، مدرجًا 17 فردًا، من بينهم خطيب، ضمن 45 راكبًا مفقودًا. وجمع المركز معلومات عن هؤلاء الأفراد وحث السلطات الليبية والدول المجاورة على الكشف عن أي معلومات بشأن المفقودين. ان العائلات يائسة للحصول على إجابات، والوقت جوهري للغاية.
الأفراد المفقودون:
الخاتمة:
كان الأفراد الخمسة والأربعون، بمن فيهم عبد الحميد الخطيب، جزءًا من مجموعة من الركاب الذين فُقدوا بعد صعودهم على متن قارب في طرابلس في الأول من تشرين الأول 2024. وعلى الرغم من الجهود الدؤوبة التي بذلتها عائلاتهم، بما في ذلك عائلة السيد خطيب، لم يتم الكشف عن أي معلومات بشأن مصيرهم. لعب مركز سيدار للدراسات القانونية (CCLS) دورًا حيويًا في جمع المعلومات والدعوة إلى المساءلة من قبل السلطات الليبية.
يتعين على السلطات الليبية الكشف بشكل عاجل عن مكان المفقودين وإجراء تحقيقات شفافة في مزاعم الاختفاء القسري والتعذيب. في 21 تموز، أعرب خبراء الأمم المتحدة عن قلقهم البالغ إزاء وضع المهاجرين واللاجئين في ليبيا، مسلطين الضوء على حالات الاحتجاز والتعذيب والاختفاء القسري. تتطلب هذه الانتهاكات الخطيرة اهتمامًا دوليًا عاجلاً وتحركا فورياً
تستمر الهجرة غير النظامية من لبنان والدول المجاورة في الارتفاع، مدفوعة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وعدم الاستقرار السياسي. ويُشكل طريق البحر الأبيض المتوسط مخاطر شديدة، مما يؤكد الحاجة إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لحماية المهاجرين ومعالجة الأسباب الجذرية لمثل هذه الرحلات الخطرة.
تستحق عائلات المفقودين الحصول على إجابات والعدالة والمحاسبة. ويتعين على أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين التحرك بشكل عاجل لمنع المزيد من المآسي، واحترام حقوق الإنسان، وضمان كرامة وسلامة جميع المهاجرين.