لبنان، 10 كانون الأول 2023 – بينما يستعد العالم للاحتفال بيوم حقوق الإنسان في 10 كانون الأول، يقف مركز سيدار ملتزماً بمبادئ العدالة والمساواة والكرامة المتأصلة لكل فرد. ويؤكد من جديد التزامه بالدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية لجميع الناس وحمايتها، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين أو الخلفية. كما ويطلق شعار هذا العام: “الحق في الحياة والحق في عدم التعرض للتعذيب” لبناء مجتمع عادل وشامل.

يطل علينا هذه السنة يوم حقوق الإنسان، وعالمنا العربي يشهد إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ ٧ تشرين الأول في غزة وانتهاكات جماعية في الضفة الغربية. فلنتذكر في هذا اليوم أن السعي إلى تحقيق المساواة والعدالة والحرية هو مسؤولية جماعية مستمرة. مسؤؤليتنا كمركز سيدار تتجسد هذا العام من خلال عملنا اليومي في لبنان لنشر ثقافة العدالة والحقوق والحريات الأساسية، ومن خلال مواقفنا في دعم حق الشعب الفلسطيني للعيش بكرامة وحقه في التحرير والحرية وتقرير المصير.

تلقى مركز سيدار هذا العام نحو 20 حالة تعذيب في لبنان. وقد رفع القسم القانوني معظم هذه القضايا إلى المحاكم المحلية ولكن دون جدوى. إلى ذلك، راقب مركز سيدار استمرار محاكمة المتهمين بممارسة التعذيب بحق الضحية بشار عبد سعود والذي توفي نتيجة التعذيب. وأخيراً، وثقنا هذا العام 30 حالة للاجئين سوريين معرضين لإعادة قسرية من لبنان إلى سوريا، وهو ما يعتبر انتهاكاً واضحاً للمادة 3 من اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب. وقام مركز سيدار بتقديم هذه الحالات إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والعمل من خلال الأطر القانونية المحلية، ونجح في إيقاف الإعادة القسرية إلى سوريا لمعظم هذه الحالات.

ونستذكر التوصيات التي أصدرتها لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب بعد المراجعة الأولى التي قامت بها لجنة الأمم المتحدة. وحثت اللجنة السلطات اللبنانية على توفير الضمانات الأساسية للمعتقلين خلال التحقيقات الأولية. ويضمن قانون أصول المحاكمات الجزائية حقوق الموقوفين قبل البدء في أي تحقيق بشأنهم. تمنح كل من المادة 32، التي تنص على التحقيق الأولي في الجرائم المشهودة، والمادة 47، التي تنص على التحقيق الأولي في الجرائم التي تقع خارج فئة التلبس بالجريمة، ضمانات أساسية للمحتجزين في انتظار التحقيقات. 

أما بالنسبة للأراضي المحتلة في فلسطين، نذكر بالدعوة الأخيرة التي وجهها خبراء الأمم المتحدة إلى المجتمع الدولي لمنع الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. إن الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في أعقاب 7 تشرين الأول ، وخاصة في غزة، تشير إلى حدوث إبادة جماعية. لقد أوضحوا الأدلة على تزايد التحريض على الإبادة الجماعية، والنية العلنية لـ “تدمير الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال”، والدعوات الصاخبة لـ “نكبة ثانية” في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستخدام أسلحة قوية ذات آثار عشوائية بطبيعتها. مما أدى إلى عدد هائل من القتلى وتدمير البنية التحتية التي تحافظ على الحياة.

يعرب مركز سيدار للدراسات القانونية عن التزامه بأن يوم حقوق الإنسان هو بمثابة لحظة حاسمة للتفكير في مسؤوليتنا المشتركة لدعم المبادئ المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وبينما نواجه التحديات العالمية، فإننا نظل ثابتين في تفانينا في تعزيز حقوق الإنسان، وتعزيز الشمولية، والدعوة إلى التغيير الإيجابي.

انضموا إلينا للاحتفال بيوم حقوق الإنسان من خلال المشاركة في المناقشات ونشر الوعي على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الهاشتاج #HumanRightsDay2023.

فلنواصل معًا العمل نحو عالم يحظى فيه حقوق الإنسان بالاحترام والحماية والدعم على مستوى العالم.

معلومات عن المنظمة

مركز سيدار للدراسات القانونية هي شركة مدنية غير ربحية تأسست في لبنان عام 2013 ومسجلة برقم 609. وهو مركز مستقل غير طائفي وغير تابع لأي حزب سياسي. يهتم بنشر ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.

للإستفسارات: info@ccls-Lebanon.org